بسم الله الرحمن الرحيم
أيام قليلة وتشرق علينا شمس الصيام ..
أيام معدودة وينزل بنا ضيف عزيز على قلوبنا طالما انتظرناه
وزاد شوقنا إليه فليت شعري هل نوفق لإدراكه فنكون من الفائزين
أم يوافينا الأجل فنصبح من المحجوبين؟!
أحبتنا الكرام ..
ونحن على عتبة شهر رمضان ما أحوجنا إلى أن نقف بعض الوقفات الهامة،
وقفات نتذكر فيها بعض ما ينبغي عمله خلال هذا الشهر
فنتعرف على جوانب الاستعداد للضيف الكريم .
الدعاء ببلوغ رمضان:
كان بعض السلف رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان
وبعد رمضان يدعون الله ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم ما عملوه في ذلك الشهر...
ولنا أن نسأل لماذا هذا الدعاء وذلك الحرص البالغ على بلوغ رمضان؟
ونقول :
أن بركة هذا الشهر العظيمة، وما فيه من مضاعفة للحسنات
هو ما دفع السلف الصالح رحمهم الله إلى مواصلة الدعاء بالبلوغ ستة أشهر،
ثم الدعاء بالقبول بقية العام وهو ما ينبغي أن يدفعنا إلى ذلك؛
تأسياً بهم، إضافة إلى ما نعلم من نصوص الشرع الواردة في فضل رمضان،
فندعو الله أن يبلغنا رمضان، ويعيننا على إدراكه وصيامه وقيامه؛
لأنه: [مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ] متفق عليه.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن:
[ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ]
رواه البخاري ومسلم.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن:
[عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ]
رواه الترمذي وأبو داود.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن:
[ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا]
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأن:
[ لِلِصَائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ مَا تُرَدُّ ] رواه أحمد
وندعو الله أن يبلغنا رمضان
لأنه شهر القرآن، وشهر الإنفاق، وشهر المغفرة، وشهر الذكر،
وشهر صلة الأرحام، وشهر أعمال الخير المتنوعة.
ختاما:
نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه؛ إيماناً واحتساباً،
وأن يجعله شهر خير على جميع المسلمين .. اللهم آمين.